بقلم: بسام عفيفي
تليق به رئاسة مجلس النواب، هو دولة الرئيس، وهو رئيس الموقع الذي صارت هيبته جزءاً من معنى اسمه..
دولة رئيس إدارة البلد في الزمن الصعب، ودولة رئيس إنزال المتعبين والمحرجين والمخطئين والمتسرعين عن الشجرة..
دولة رئيس الوحدة الإسلامية والوطنية والشراكة والميثاقية. لبناني منذ ما قبل خروج الفينيقيين في عرض البحر.. وشيعيٌ حرٌ عامليٌ عربيٌ، وسنيُ الهوى ومسيحيُ التسامح..
“فيلسوف التسوية” التي لا يعيش بلد الأرز من دونها؛ كثيرون سبقوه في موقع رئاسة البرلمان، ولكن لم يسبقه أحد الى إتقان فن ضرب مطرقة “فُتحت الجلسة” على حروف إنتاج القوانين وإغناء القواسم الوطنية المشتركة، كما يفعل..
في تاريخ لبنان هناك شخصيات تركت بصماتها، ولكن نبيه بري يلوّن الحياة السياسية ببصمات كثيرة: الذكاء الذي ولد معه على سرير واحد؛ والدعابة التي قدّت قميصه من دبر؛ وإرادة التعايش والميثاقية المرافقة له كظله، والتي تستيقظ معه كل صلاة فجر، وتبقى ساهرة الى جانب جفنيه حينما ينام قسط ليله.
حتى المختلفون معه يتفقون معه على ثلاثة أرباع أدواره. يقولون عنه ضمانة، حتى عندما ينتقدون هذا الموقف أو ذاك له. مرات كثيرة يتصرف دولة الرئيس على أنه فوق السياسة، وأنه مع كل الوطن، ولكن حينما يبرز للمنازلة السياسية يربح الجولة منذ بدايتها. من دونه السياسة ناقصة في لبنان، ومعه السياسة تكتمل نحو تحقيق أهدافها..
من الجنوب جاء الى الحياة السياسية، من الحرمان الذي رفع شعار ضرورة إزالته وما زال، من ظل عباءة الإمام الصدر خرجت قامة مواهبه وثروته التي فيها قرش الميثاقية الأبيض ليوم الخوف على وحدة الكيان الأسود..
إنه من تبنين جارة عين إبل التي منها البطريرك الماروني مار انطونيوس بطرس خريش، ومن تبنين التي هي على بعد حجر من مدينة صور التي من مساجدها خرج الامام موسى الصدر: إنه مزيج من كنائس ومساجد الجنوب المتحدة حتى العظم..